مقالات هامة

الأحزاب والقرار الصعب

13 نوفمبر 2010

بقلم : مدحت قلادة
تعاني مصر منذ انقلاب يوليو حالة جمود سياسي،‮ ‬ففي عهد الرئيس عبد الناصر عانت مصر من المركزية المطلقة،‮ ‬فكانت مصر ومن عليها تدار بالرجل الواحد والفكر الواحد‮.. ‬ومع عصر السادات تم تجميل الصورة قليلا لتُدار مصر مركزياً‮ ‬بواسطة الرجل الواحد والحزب الواحد في شكل ديمقراطي للتجميل فقط،‮ ‬عهد الرئيس مبارك تميز ببقاء المسرح السياسي كما هو عليه مبدأ الرجل والحزب الواحد وكلاهما في واحد‮.‬مازالت تعاني الاحزاب المصرية من سيطرة الحزب الحاكم وقبضته السلطوية المتحكمة في الانتخابات مستخدما دعائم لبقاء حكمه مثل التزوير والاعتماد علي رجال النظام الأوفياء علي رأسهم الدكتور صفوت الشريف،‮ ‬اختلفت الصورة نسبيا في انتخابات عام‮ ‬2005‭ ‬بدخول لجنة السياسات كمنسق ومسوق للحزب الحاكم وتصاعد دور السيد جمال مبارك في الحزب اتضح للعديدين أن هناك صراعاً‮ ‬داخل الحزب الحاكم وظهرت صورة مشوشة بين حرس قديم وحرس جديد،‮ ‬أو جيل الشباب بقيادة نجل الرئيس وجيل العواجيز بقيادة صفوت الشريف،‮ ‬والتي انتهت بالقضاء علي رموز الجيل القديم عدا السيد صفوت الشريف اللاعب الماهر القادر علي الحفاظ علي موقعه مهما كانت التيارات المضادة ويكاد المرء يؤمن أن بقاء الدكتور صفوت الشريف مرتبط ببقاء النظام‮. ‬هناك أسباب عالمية تؤثر في سياسة الحزب الحاكم وقراراته المتعلقة بالانتخابات أولاً‮ ‬التزوير،‮ ‬وثانياً‮ ‬عقد صفقات خاصة بعد مراجعة للسياسات العالمية ودور السياسة الأمريكية وفكر الكائن في البيت الأبيض ففي عهد الرئيس بوش عقد النظام صفقة مع الإخوان واحتلوا‮ ‬88‭ ‬مقعداً‮ ‬في مجلس الشعب في رسالة واضحة للنظام الأمريكي والغرب إما نحن أو الإسلاميين‮.. ‬هذه الصفقة كشفها السيد مهدي عاكف المرشد السابق الرجل الصريح والمعبر في تصريح لجريدة المصري اليوم أن رجلاً‮ ‬مهماً‮ ‬في النظام قابله واتفق معه علي ترشيح‮ ‬150‭ ‬عضواً‮ ‬في الانتخابات السابقة،‮ ‬ولكن مع عهد الرئيس أوباما الذي فضل بقاء الأنظمة الديكتاتورية وغض البصر عن إصلاح أحوال العالم الثالث مما يعد مؤشرا علي أن النظام ربما لن يضطر لعقد صفقة خاسرة تهدد فقد سيطرته علي مقدرات مصر مثلما فعل عام‮ ‬2005‭ ‬مع تيار الاسلام السياسي‮.‬مع‮ ‬غياب الرقابة القضائية علي الانتخابات المزمع إجراؤها أصيبت الأحزاب المصرية بحالة من التردد في خوض الانتخابات القادمة لخبرتها السابقة مع النظام،‮ ‬لذا كون ائتلافاً‮ ‬من أربعة أحزاب وهي‮ (‬الوفد والتجمع والناصري والجبهة الديمقراطية‮) ‬الذين اتفقوا علي وثيقة الضمانات التي قدمها حزب الوفد وتبناها الائتلاف المكون من الأحزاب الأربعة كحد أدني لإجراء الانتخابات،‮ ‬وأمام إصرار النظام علي رفض الرقابة ترددت الأحزاب المصرية بين الخوض والرفض‮.‬أخيراً‮ ‬صرحت الأحزاب بأنها سوف تشارك في الانتخابات بدون رقابة وبالطبع سوف ينطبق علي النظام المثل المصري الدارج‮ \"‬من شب علي شيء شاب عليه‮\" ‬لينجح ويستحوذ علي‮ ‬غالبية سيد قراره ليحتفظ ببقائه جاسماً‮ ‬علي رئة المحروسة،‮ ‬ولكن اعتقادي الشخصي حسناً‮ ‬فعل الائتلاف بتصريحه بالخوض في انتخابات مجلس الشعب،‮ ‬إنها فرصة للائتلاف لخوض الانتخابات ليس ليحلوا محل الإسلام السياسي فقط بل لتخليص البلد من شبح الدولة الدينية والتلون الفج للإسلاميين للسطو علي قلب المحروسة‮ ‬كما صرح نائب المرشد السابق بأن الإخوان سيسلكون طريق النضال الدستوري لتحقيق مآربهم‮!!! ‬أي نضال وأي دستور وأي ديمقراطية يؤمنون بها‮..‬إنها فرصة للأحزاب المصرية خاصة بعدما‮ ‬تعلموا الدرس القاسي من تضامنهم مع الإخوان الآن عليهم إثبات الذات ومتابعة الانتخابات متابعة دقيقة وفضح آليات التزوير وكشف المتلاعبين،‮ ‬إنها فرصة ليحل محل الإخوان أحزاب مصرية تعمل لصالح مصر ونتخلص ممن يتخذون الدين مطية للقفز علي كرسي مصر‮. ‬إن طريق الكفاح شاق خاصة ضد نظام أدمن التزوير وعقد صفقات إن أمكن مع الشيطان لبقائه جاثيا علي رئة المحروسة‮.‬تري هل تستطيع الأحزاب المصرية إثبات تواجدها بقوة علي الساحة السياسية المصرية مرة أخري؟ هل تنتهي مرحلة الحزب الواحد والرجل الواحد؟‮!! ‬هذا ما ستجيبه الأيام القادمة‮.‬‮\"‬الذي يولد وهو يزحف،‮ ‬لا يستطيع أن يطير‮\".

تعليقات القراء

أضف تعليقك

الاسم:
البريد الألكترونى: (إختيارى)
عنوان التعليق:
نص التعليق: