مقالات هامة
سأختار٠دينَ Â«Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…ى» Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من الوقوع ÙÙ‰ Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø©
23 سبتمبر 2010

Ø£Ø¹ØªØ°Ø±ÙØŒ بدايةً، عمّا بعنوان المقال من مجاز ومبالغة. والØÙ‚Ù‘ أن هذه العبارة لها ما يبررها ÙÙ‰ متن المقال. والØÙ‚ّ٠أيضًا أن تلك العبارة، بما تØÙ…Ù„ من بلاغة رمزية ومبالغة مجازية، ليست من صياغتى، بل من صياغة مواطن مصرىّ، ضربه الظلم٠والشعور بالعجز وقلّة الØÙŠÙ„ة، ÙØ£Ø®Ø±Ø¬Øª منه المرارة٠تلك البلاغةَ التى Ø£ØØ³Ø¯Ù‡ عليها، وربما ÙŠØØ³Ø¯Ù‡ على صوغها الشعراءÙ. رغم ما ÙÙ‰ العبارة من Ø§Ø³ØªÙØ²Ø§Ø²ØŒ ربما يستشعره القارئ منذ الوهلة الأولى. لكننى أتمنى على القارئ، أن يؤجل ØÙƒÙ…ÙŽÙ‡ ØØªÙ‰ ÙŠÙنهى المقال، ليكون ØÙƒÙ…ÙÙ‡ أكثر علميةً، وعدلاً
وصلتنى هذه الصرخة من مواطن مصرى اسمه: سامى يونان. أنقلها تقريبًا كما هى، لم أتدخل إلا ÙÙ‰ أقل القليل، ولم يعمل قلمى إلا ÙÙ‰ تعديل الصياغة والأسلوب؛ لأننى لم Ø£ÙØ±Ùد أن Ø£ÙÙقدَ الرسالةَ طاقةَ القنوط Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ù‘٠والشعور بانعدام العدالة، تلك التى تملؤها بسبب المهزلة التى وراءها.
قبل أسبوعين، اتصل به الجيران ÙÙ‰ التاسعة صباØÙ‹Ø§ØŒ وهو ÙÙ‰ عمله، ليخبروه بأنهم أمسكوا Ø¨Ù„ØµÙ‘Ù ÙŠØØ§ÙˆÙ„ سرقة منزله. وكانوا قد اتصلوا بشرطة النجدة ÙÙ‰ السابعة، ووعدت Ø§Ù„Ø´Ø±Ø·Ø©Ù Ø¨Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ±ØŒ ولم يأت Ø£ØØ¯! ترك الرجل٠عمله وأسرع إلى بيته ليجد الجيران وسكّان الشارع وقد Ø§ØØªØ´Ø¯ÙˆØ§ هناك. أخبروه أنهم سمعوا صراخ الزوجة ينبعث من شقتهم ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ÙˆØ§ØŒ ليجدوها ÙÙ‰ ØØ§Ù„Ø© انهيار تام. بينما اللص قد سقط من شباك الصالة ÙÙ‰ منور العمارة، أثناء Ù…ØØ§ÙˆÙ„ته الهرب، بعدما Ø§ÙƒØªØ´ÙØª الزوجة وجوده. من جديد، عاود الاتصال بالنجدة، ثم بشكاوى وزارة الداخلية. وليس قبل الثانية عشرة ظهرًا، ØÙŠÙ† وصل أمين شرطة، قام بالقبض على «السيد Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…ى».
ÙÙ‰ قسم البوليس سأله الأمين: «ليه بتضربه؟» ÙØ£Ù‚سم الرجل٠أنه لم ÙŠÙØ¹Ù„! ÙØ§Ø³ØªØ£Ù†Ù الأمين: «عايزين تاخذوا ØÙ‚كم، يبقى بالقانون بلاش ضرب!» ÙØ£Ø¹Ø§Ø¯ القسَمَ بأنه لم يضربه، بل سقط اللصّ٠ØÙŠÙ† Ø§ÙØªØ¶Ø أمره. وشهد الجيران بأنهم شاهدوا اللصَّ وراقبوه Ù„ØØ¸Ø© Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© الهروب وسقوطه ÙÙ‰ المنور، كل هذا قبل وصول الرجل من عمله.
وهنا، أطلق الأمين القنبلة المدوية. قال إنه مضطر إلى تØÙˆÙŠÙ„ كلّ٠من السارق والمسروق إلى نيابة أمن الدولة؛ لأن الأول مسلم والثانى مسيØÙ‰! ثم Ø£Ø±Ø¯ÙØŒ بإيماءة العالم بطبائع الأمور: «ودى طبعاً، Ùيها سين وجيم!»
- «والعمل؟»
- «نعمل Ù…ØØ¶Ø± صÙÙ„ØØŒ وعدم تعرض منك ولا منه، ويا دار ما دخلك شر، وتروØÙˆØ§ Ù„ØØ§Ù„ سبيلكم. وبعدين لازم تاخد Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…Ù‰ وتعالجه، لأنه ممكن يعمل لك Ù…ØØ¶Ø±ØŒ وتقرير طبى، وشغلااااانة».
ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ أخذ «المسروقÙ» «السارقَ» إلى صيدلية قريبة وعالج خدوشه التى تسبب Ùيها Ù‚ÙØ²Ù‡ من شباك الشقة المنهوبة. ÙˆØ¯ÙØ¹ Â«Ø§Ù„Ù…ÙØ¹ØªØ¯ÙŽÙ‰ عليه» مصاريÙÙŽ علاج «المعتدى»، ثم راضاه لكى يضمن عدم Ø±ÙØ¹Ù‡ قضية ØªØØ±Ù‘Ø´ طائÙÙ‰ عليه!
وأÙÙ‚ÙÙÙ„ÙŽ Ø§Ù„Ù…ØØ¶Ø± ÙÙ‰ ساعته وتاريخه، ØªØØª رقم 18 ØØŒ بتاريخ 23/8/2010.
لكن النكتة ÙÙ‰ الأمر، أن Ø§Ù„Ù…ØØ¶Ø± خرج بصياغة: «عدم تعرّض»، وليس: «سرقة»، بعدما اعتذر Ø§Ù„Ù„ØµÙ‘ÙØŒ ووعد بعدم Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© سرقة هذا المسكن بالذات، ÙÙ‰ Ø®ÙØ·Ø·Ù‡ اللصوصية القادمة!
ÙŠØØ¯Ø«Ù هذا ÙÙ‰ بلدنا العريق مصر، أول دولة ÙÙ‰ التاريخ سنّت القانون والتشاريع! ÙŠØØ¯Ø« ذلك بعد عشر سنوات من الألÙية الثالثة، بين مواطنيْن: Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا «منهوبةٌ ØÙ‚وقه»، ÙˆØ®Ø§Ø¦ÙØŒ والثانى «ناهب٠ØÙ‚وق» ومستقوى! الأول مجبورٌ بأقليّته، والثانى Ù…ÙŽØÙ’مىٌّ بأكثريته، وبالمادة الثانية ÙÙ‰ الدستور!! ÙŠØØ¯Ø« ÙÙ‰ بلد يدين بالإسلام الذى ØØ±Ù‘Ù… الله٠Ùيه الظلمَ على Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ لكى نتعلم، Ù†ØÙ† العباد، ألا نتظالم Ùيما بيننا، كما ورد ÙÙ‰ ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ القدسىّ: «يا عبادى، إنى قد ØØ±Ù‘مت٠الظلمَ على Ù†ÙØ³Ù‰ØŒ وجعلتÙÙ‡ بينكم Ù…ÙØØ±Ù‘ÙŽÙ…Ù‹Ø§ØŒ Ùلا تظالموا».
قال لى الراسل ÙÙ‰ رسالته البائسة: ÙÙ‰ المرة القادمة سأختار٠أن أكونَ على دين Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…ى، كيلا ØªÙØ³Ø±Ù‚ ØÙ‚وق مواطنتى ÙÙ‰ وطنى، على مرأى ومسمع من أسرتى وجيرانى ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„ى، والأكثر بؤسًا، ØªØØª عيون رجال الأمن الذين يؤمّنون ØÙŠØ§ØªÙ‰ مقابل مواطنتى، ومقابل ما Ø£Ø¯ÙØ¹ من ضرائب تÙقتصّ٠مباشرة من راتبى.
وهنا أسأل٠أولى الاختصاص: هل للجريمة دينٌ؟ وهل عدم تظالم العباد، كما أمرنا الله، يخصّ٠عقيدةً دون أخرى؟
لكن الØÙƒØ§ÙŠØ© لم تنته
ÙÙ‰ المساء سأل Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„٠أباهم: «هو ليه Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…Ù‰ Ù…ØªØØ¨Ø³Ø´ يا بابا؟».
وعجز الأب٠عن الإجابة. ÙØ³Ø£Ù„نى بدوره: «هو صØÙŠØ ليه Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…Ù‰ Ù…ØªØØ¨Ø³Ø´ يا أستاذة ÙØ§Ø·Ù…ة؟».
وبدورى أعجز٠عن الإجابة، ومن ثَم Ø£ØÙˆÙ‘ÙÙ„ ذلك السؤالَ المÙلغز إلى وزير الداخلية، السيد ØØ¨ÙŠØ¨ العادلى: «هو ليه Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…Ù‰ Ù…ØªØØ¨Ø³Ø´ يا سيادة الوزير؟».
تعليقات القراء
الاسم: | |
البريد الألكترونى: | (إختيارى) |
عنوان التعليق: | |
نص التعليق: | |
![]() |